سمعت في الاخبار، قبل فترة، أن سكان احدى المدن الاسكندنافية قرروا تحديد يوم في الاسبوع للقراءة وتشجيع الكتاب والامتناع عن مشاهدة التلفزيون، وخفض مستوى الضجيج في المدينة، فتمكنوا من اقناع محطات التلفزيون العاملة في المدينة بوقف الارسال التلفزيوني الأرضي في هذا اليوم بهدف تعزيز هذا القرار.
ونحن في الكويت بحاجة حقيقية لتطبيق مثل هذه الافكار والمقترحات الداعية للهدوء ومكافحة التلوث السمعي، ذلك ان مستوى الضجيج في بلادنا بلغ درجات مرتفعة، فالهذر السياسي والاقتصادي والاجتماعي تحول إلى دوي أشد من دوي المدافع، وفي كل صفحة وشاشة وديوانية ومكالمة هاتفية وتصريح احاديث وكتابات موتورة مأزومة.
أقترح تحديد يوم واحد في الاسبوع للصمت الوطني، فلا مسؤول يصرح تصريحات استفزازية، ولا نائب في البرلمان يصول ويرعد امام الميكروفونات أو يجول ويزبد قرب مسجلات الصحافيين، ولا كاتب يهرف بما لا يعرف، ولا أحد يستعرض على خلق الله عضلاته الصوتية او الكتابية.
يوم الصمت الوطني يلتزم فيه الجميع بالهدوء إكراما لهذا الوطن الذي ما عاد قادرا على الاصغاء لأحد بسبب الضجيج، وإن تمكن من السمع عجز عن فهم كل هذه الجعجعة.
www.salahsayer.com