نزلة برد مفاجئة وحادة قبيل موعد الفحص والاختبار قد تتسبب في رسوب طالب ذكي ومجتهد، وقد تسهم عاصفة رملية غير متوقعة في هزيمة جيش جرار مدرب أمام جيش ضعيف يقوده قائد مغفل وجبان. إنه بحر الحياة، حيث الريح تجري مثلما تشتهي لا مثلما تشتهي السفن. فلا ضمانات للنجاح والفوز مهما سعى الانسان وكد واجتهد.
لست أدعو للتخاذل أو الاتكالية أو التشاؤم، فالعمل مطلوب وكذلك الأمل والإصرار على الفوز، غير أن المرء مربوط بأقداره التي لا فكاك منها. فكم فائز خسر بعد نجاحات لا تعد، وكم فاشل نجح بعد خيبات كثيرة. فالحياة دروب ومنعطفات وتقاطعات وجبال تقتضي الصعود ووديان تستدعي النزول. وحسب قول الشاعر «مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها».
فإن صدفت شخصا ناجحا، سعيدا، هانئا فلا تحسده ولا تجزع فقد يكون على موعد مع داهية مخيفة غير منظورة في اللحظة الراهنة، وقد تكون أنت على موعد مع فرصة نجاح مدهشة تنقلك الى حيث لم تحتسب.
من يدري فربما أنتما تلتقيان، في هذه اللحظة، على درجات السلم، ولا أحد منكما يعرف من الصاعد الى أعلى ومن النازل الى الأسفل.
www.salahsayer.com