بثت إحدى الشاشات التلفزيونية الإخبارية العالمية خبرا عن أنشطة المجتمع المدني العربي، وصاحب الخبر عرض مصور لتظاهرة توعوية عربية خرج فيها الناشطون الشباب بمسيرة تطالب بتنظيف الشطآن من ملوثات البيئة فظهرت إحدى الفتيات المشاركات وهي ترفع أصابعها بعلامة النصر وقد جهلت، مثلما يبدو، دلالة ما تفعل.
ان رفع السبابة والوسطى دون بقية أصابع الكف يشكل رسما للحرف v في اللغة الانجليزية والذي يرمز لكلمة victory وتعني النصر، وحسب المعلومات المتوافرة لدي فإنها علامة تعود إلى الحرب العالمية الثانية وقد استخدمها الحلفاء لبث روح الصمود بين الناس وحثهم على مقاومة جيوش هتلر.
نعود إلى الفتاة التي ظهرت أمام العالم وهي ترفع علامة النصر في غير مقامها المنطقي لنشير إلى أن الهزيمة المغموسة في النفس العربية تظهر في تجليات وميادين كثيرة ليس منها ميدان الحرب، وأذكر أن مسؤولا كبيرا تحدث للإعلام قبل سنوات عن «النصر واستحقاق بلاده لهذا الانتصار العظيم» وذلك بمناسبة فوز فريق بلاده في مباراة كرة السلة (!).
ثمة رغبة للنصر الحقيقي مخبوءة في دواخلنا، فنحن نطلق على الهزيمة الحربية صفة «نكسة» ونرفع علامة النصر ضد ملوثات البيئة ونهلل للفوز الرياضي وكأنه نصر وطني عظيم.
www.salahsayer.com