نطلق كلمة تفخيخ على عملية وضع المتفجرات داخل شيء ما وجعله قابلا للانفجار بغرض القتل أو التدمير. والمصطلح غريب، ولا أعرف أول من نحته حتى صار متداولا في الأدبيات ووسائط الإعلام. ومن الواضح انه مشتق من كلمة «فخ»، والكلمة معربة، وتعني المصيدة التي ينصبها الإنسان ليصيد بها الطير والحيوان.
قبل التفخيخ درجنا على استعمال كلمة «تلغيم» من اللغم، وهو المتفجرة التي تدفن في الأرض، فنقول «سيارة ملغومة» ولم أجد لها أصلا في اللغة العربية، فاللغم واللغام الزبد الذي يخرج من فم البعير، والملاغم هي ما حول الفم مما يبلغه اللسان، ولا علاقة لها بالقتل والتدمير والانفجار.
تعجز اللغة ولا يعجز الشر. ففي كل يوم نسمع أخبارا جديدة وعجيبة حول الأفخاخ التي ينصبها الإنسان لأخيه الإنسان. وقد تفنن الإرهاب بتفخيخ السيارات والطائرات والرسائل والطرود البريدية والانتحاريين والحيوانات وكل ما يصلح ليكون شركا يدس في داخله الموت للأبرياء العزل.
ختاما أشير إلى نوع آخر من الإرهاب لا يتداوله الإعلام، وأعني تفخيخ المشاعر حين ندس الكراهية أو الحسد في جوف مظاهر الحب والمودة... يا لطيف.
www.salahsayer.com