مع تطور الحضارة وتقدم العلوم عرفت البشرية انواعا جديدة من الامراض لم تعهدها من قبل، كما عرفت أشكالا جديدة من الشرور والموبقات لم تخطر على بال أحد، حدث ذلك بعد ان تحول الفضاء الالكتروني عبر شبكة الانترنت الى أزقة خلفية ترتكب في زواياها المعتمة ابشع أنواع الجرائم.
ففي الماضي كان الناس يعرفون بعضهم بعضا، وكان اللعب على المكشوف حسب العبارة الدارجة، وقت كان الزعران والشطار والمنحرفون وشُذّاذ الآفاق معروفين، اما اليوم فقد وفر الانترنت للخبثاء الضعفاء طاقية اخفاء تمكنهم من لعب ادوار قبيحة وشريرة ليس بمقدورهم لعبها في الحياة الواقعية.
لقد مكن الانترنت ضعاف النفوس والسفلة من التلفع بالاسماء المستعارة للنيل من الشرفاء الابرياء والمحصنات العفيفات وتسديد السهام المسمومة الى سمعتهم عبر ترويج الاشاعات ضدهم أو قذفهم بالشتائم والأكاذيب وتلفيق القصص المتخيلة عنهم.
كان التعدي على الآخرين قديما، جريمة لا يقترفها سوى القبضايات الشجعان، اما في عصر الانترنت فقد صرنا نقرأ تعليقات هادرة ربما يكون كاتبها، في الحياة الواقعية، عاجزا عن اصدار صوت آخر غير الطنين.
www.salahsayer.com