تحكي الرواية الطريفة أن ثورا هائجا تفلت من مربطه في مضارب بني عبس وصار يهاجم الناس الذين فروا من طريقه، ومثلهم فعل البطل الأسطوري عنترة بن شداد، حتى قيل له ان الناس يهربون من الثور لأنهم لا يملكون شجاعتك فكيف تهرب مثلهم؟ فرد البطل قائلا: «أنت تعرف انني عنترة لكن الثور
لا يعرف».
مغزى الحكاية ينطوي على ضرورة التأقلم والتصرف الحكيم حسب المعطيات الجديدة. فلا يطالب المرء نفسه باتخاذ ذات المواقف السابقة التي وقفها من قبل وقد اختلفت تفاصيل الوضع الجديد، فما هو صواب في مرحلة قد لا يكون كذلك في مرحلة أخرى اختلفت ظروفها ومستجداتها.
ما يتم بالقوة قد لا يتم بها في حالة أخرى، وما نحصده باللين قد نضطر لحصاده بشدة البأس في مرحلة مختلفة. وفي بعض الأحايين يكون الصمت حول قضية ما أكثر جدوى من الخوض فيها، فالتفاصيل والمعطيات والمستجدات هي التي تحدد قيمة الكلام أو السكوت، ذهب أم فضة؟
www.salahsayer.com