صلاح الساير
أعود من إجازة لم تكن كذلك، فقد توقفت عن النشر قرابة الشهر كي أتمكن من إنجاز البرنامج التلفزيوني «الكشاف»، حدث ذلك عندما شعرت بأن تنفيذ المراحل الصعبة من البرنامج سينعكس سلبا على مضمار الكتابة، فاضطررت للانقطاع المؤقت.
كان شاعر برازيلي حين ينسحب الى فراش النوم يعلق على باب غرفته يافطة كتب عليها «الشاعر يعمل» ويقصد بذلك ان الشاعر يعمل على الدوام حتى في غمرة أحلامه، وليست الكتابة بعيدة عن تلك الحالة، فبعض المهن لا يستطيع المرء منها خلاصا، لتبقى لصق صاحبها حيثما حل وأينما ارتحل.
فالكتابة محادثة افتراضية، اشبه بالوسواس المزمن، حيث الكاتب يكلم شخصا لا يراه ولا يعرفه، فنحن نكتب للقراء ونحن نجهل أعدادهم، أجناسهم، أعمارهم، أفكارهم، وأخلاقهم، بيد ان الأكيد المؤكد انك أنت الآن، وفي هذه اللحظة، واحد منهم.