صلاح الساير
فكر شخص كيف يطور سيارته رغبة منه في التميز، فقرر وضع أجنحة لها من ناحيتي اليمين واليسار، كمثل اجنحة الطائرة، فتحلق الناس من حوله ينظرون الى هذه السيارة العجيبة، وصاحبنا مزهو بنفسه، يقف بقرب «سيارته الطائرة» التي تختلف عن جميع السيارات التي تسير في الطرقات من دون اجنحة.
غاب عن ذهن هذا الشخص ان سيارته لن تطير، وما الاجنحة سوى زوائد هامشية لا يمكنها رفع السيارة الى الفضاء، كما غاب عن ذهنه ان اجنحة السيارة طويلة وتمتد الى طرفي الشارع، الامر الذي يمنعها من الحركة، فبقي صاحبنا يندب حظه قرب سيارته الطائرة التي لا تطير ولا تسير.
حال الشخص وسيارته العجيبة الكئيبة كحالنا والمكاتب الاعلامية، فجميع الدول الخليجية تجري امورها الاعلامية الخارجية على ما يرام، والجميع لديهم «سيارة تسير» ووحدنا نحن الذين صنعنا الأعاجيب بالإعلام الخارجي حتى اكتشفنا ان ما صنعناه لا يطير، ولا يسير، وما يصير!