صلاح الساير
دعص رمل قرب بحر أجاج، فلا شجر، ولا حجر، ولا ماء فرات. ورغم هذه المعطيات السلبية استطاع الكويتيون تحويل بلادهم الى أهم مركز تجاري عرفته المنطقة بأسرها. سفائن تمخر عباب البحر، وقوافل تتهادى في الصحراء، وحكم تميز بالحكمة والعدالة.
بعبقرية مدهشة صنع القلاليف الاماجد السفن الشراعية العملاقة التي استطاعت الصمود بوجه الأمواج العاتية تحت قيادة النواخذة والربابنة الافذاذ الذين عبروا البحار البعيدة، فبلغوا موانئ الهند وشرق أفريقيا.
وبمهارة لافتة أبدع التجار الكويتيون، فصدروا التمور والخيول وجلبوا الاقمشة والتوابل من الهند، والبن من اليمن، وأعادوا تصديرها بواسطة الجمال الى الشام وسواها. فكانت القافلة الكويتية الواحدة تقدر بخمسة آلاف جمل يحميها ألف فارس بدوي شجاع.
مملكة تجارية عظمى شارك جميع الكويتيين بإقامتها، إنها معجزة لم يصنع مثلها أحد في هذه المنطقة منذ اضمحلال مملكة سبأ في اليمن، فهل تعقلون؟!