صلاح الساير
تسألني «اشلونك»؟ اجيبك: لا لون لي. فتلح بالسؤال «عساك طيب»؟ أرد عليك فأقول: انا حزين، غارقة عيناي بالدمع، أستلقي في الفراش ليلا مع ضيقة في الصدر، اصحو صباحا وكأنني لم أعانق الرقاد، مهموم، يعصرني الكمد، فلا نكتة يحملها الموبايل تضحكني، ولا «كركر» في السينما يكركرني.
تسألني السبب؟ أجيبك: انه وطني الذي ليس لي وطن سواه، وطني يلفه دخان الضجيج وبالكاد يلتقط انفاسه، وطني متعب وقد خارت قواه، الجميع فيه يتصايحون، ينثرون الغبار من حوله، وكأنه المسيح يحمل عذاباته، وطني الذي اعطانا كل شيء ولم نعطه شيئا واحدا.
تقول لي «وسع صدرك واضحك»، أرد عليك بالاعتذار والاعتراف بالعجز، فكيف نفرح وهذا الوطن ملفع بأحزانه؟ كيف نضحك وهذه البلاد تبكي؟ كيف نمشي وهذه الارض تتخبط؟