يصفون صحة الإنسان فيقولون إنها تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، وبالمثل يمكن القول عن استقرار المجتمعات الذي هو تاج على رؤوس الدول المستقرة، لا يراه إلا الذين مزقت النزاعات أوطانهم وبدد الخلاف شملهم. فالأمن والاستقرار نعمتان ينبغي المحافظة عليهما، وعدم التفريط بهما تحت أي ظرف من الظروف.
تعصف بالإنسان عواصف الغضب أو الانفعال فينصحه المقربون منه بالعبارة المشهورة «الهون أبرك ما يكون»، ذلك أن مقاربة الأمور الصعبة أو مواجهة المراحل الحرجة تستدعي التمهل وضبط النفس. وما يجري للإنسان يجري على المجتمعات المستقرة التي عادة ما تنتصر لردود الفعل الهادئة فتغلب المصلحة العامة ولا تفرط بحالة الاستقرار وتماسك السلام الاجتماعي.
صحيح أن المرء لا يستطيع أن ينال مطالبه بالتمني، حسب قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي، لكن ليس في كل مرة أو في جميع الحالات والظروف «تؤخذ الدنيا غلابا»، خاصة حين يكون اضطراب المجتمع واختلال الاستقرار هما فاتورة النزاع والمغالبة، فالصمت أحيانا يفوق بلاغة الكلام.
www.salahsayer.com