صلاح الساير
عاصر الشاعر فهد بورسلي مشكلة الماء في الكويت فكتب قصيدته المشهورة «طاق طرباق» والتي يفصل فيها مشهد التزاحم على الماء الذي كان يجلب في الماضي بواسطة الابوام الخشبية من شط العرب.
ولو ان الشاعر عاش في عصرنا هذا لكتب عن العديد من الطربقات التي تحاصرنا منذ الصباح حتى المساء. ففي كل منعطف طرباقة، ولا صوت يعلو فوق صوت الطربقة.
في الشوارع ازدحام، في المصارف، في المواقف، في المدارس، في الدوائر، في المخافر، في الفضائيات والارضيات والهوائيات، في الوزارات طربقات واستجوابات، في الانترنت مدونات، وفي الصحف تصريحات، طربقة من امامنا، ومن خلفنا طربقة، لتبدو بلادنا وكأنها تلهث في طرباقة لا نهاية لها.
بين طرباقة وطرقاعة وصرقاعة تمضي السنون والشهور والايام والبلاد تدور حول ذاتها. فلا ندري من يبكي من؟ نحن ام انت يا بلد؟