صلاح الساير
منذ ان تخلّق العرب على وجه هذه الارض ومحاولات الاستيلاء على السلطة لديهم تخرج، على الدوام، من غمد السيف الذي يكتبون بحده البلاغات الانقلابية داخل الثكنات العسكرية، فتنهار ممالك، وتسقط رؤوس، لتطلع زعامات اخرى، تنتظر بلاغا جديدا.
بيد ان «الاول تحول»، فثمة منعطف جديد تعبره المنطقة، فها هو اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق يعلن عن نيته العودة الى الحكم بمساعدة شركة دعاية واعلان! فلا سرية، ولا مؤامرة، ولا «بلاغ رقم واحد»، ولا سحل في الطرقات، ولا مشانق، ولا تصفيات، ولا دبابة تقتحم مبنى الاذاعة.
العراق مهد الانقلابات العسكرية الدموية في المنطقة يتغير ويجري فيه اول التحولات السلمية الكبرى، فالطريق الى السلــطة لا يمر من فوهة البندقية وتحالف المجرمين القساة، بل من ريشة الرسامين المبدعين، ومخرجي اللقطات الفنية، وخبراء الدعاية والاعلان، وعبر صورة متلفزة. وكأن الامر يتعلق بترويج سلعة استهلاكية.