من ولد من؟ الكويت ولدت الدستور؟ أم الدستور هو الذي أخرج الكويت من قبعته؟ الإجابة معروفة ومنطقية وتندرج في خانة البديهيات، فالقوانين والمواثيق نتاج الناس وانعكاس لأفكارهم وأمنياتهم. والبشر عرضة للأخطاء والاستعجال والجنوح مثلما هم عرضة للوقوع في شرك الأمنيات التي يكشف الزمن عدم واقعيتها.
ان تصوير الدستور على أنه الرحم الذي ولدت منه الكويت تصوير خاطئ وظالم لتاريخ شعب مكافح ومتفرد، فالكويت كانت درة الخليج قبل الدستور، والذين صنعوا تلك الدرة هم أنفسهم الذين صنعوا هذا الدستور الذي شكل منعطفا حادا في حياتهم، وحول مساراتهم إلى مطارح لم يخبروها ولم يعرفوها من قبل.
لقد ترك لنا الآباء المؤسسون تركة ثقيلة غامضة، لم يخبروها ولم يعتادوها ولم يسعوا إلى تدريبنا نحن الورثة عليها، فكانوا كمثل الرجل الذي أورث ابنه وثيقة تمليك لكوكب القمر، فالقمر منير جميل بيد أن الوريث المسكين لا يستطيع الوصول إليه.
حدث ذلك عندما ألزمنا الآباء المؤسسون السير في متاهة لا نعرف مجاهلها، فضاعت خطانا وعصفت بنا رياح السموم وتفرقنا كل في طريق.
www.salahsayer.com