أفاق الكويتيون من نومهم صباح أمس وحالهم حال الأمهات في كويت الماضي وقت «القفال» وشروع السفن في العودة الى البلاد وفوق متونها بحارتها العائدون من رحلة العذاب والمجهول، حيث تتجمع النسوة قرب الشاطئ ويطلقن النشيد المشهور «توب توب يا بحر» الذي يعبر عن مشاعرهن القلقة على مصير الآباء والأبناء والاخوة.
بدت الكويت يوم أمس وكأنها واحدة من تلك السفائن المبحرة في الغبة السوداء ولا أحد يعرف مصير بحارتها، والقلوب على الشطآن مضطربة راجفة هلعة ترقب البعيد، عسى راية تلوح في الأفق تبشر بعودة السفينة الى بر الأمان فتطمئن القلوب وتهدأ الأرواح المتعبة التي أوجعها القلق والانتظار.
الكويت (سفينة الخير) التي تحملت قسوة العباب وشدة الأنواء وتلاطم الأمواج، فصالت في كل البحار والخلجان، وجالت في كل المرافئ والبلدان، لتحمل لنا العطايا والهدايا في جميع المواسم، صارت اليوم دمعة في عين القلق والعاصفة، نسأل عنها النوارس ونسيم البحر والأسماك، نصغي لليم لعل اليم ينقل لنا صرخة «يا مال» تحمل لنا بشائر الأمل.
www.salahsayer.com