أن تكون كويتيا فذلك يعني أن تكون قلقا على الدوام، فأسباب القلق وموجباته متوافرة حول الإنسان الكويتي مذ كان على هذه البقعة الصغيرة من الأرض التي كانت مطمعا للآخرين منذ ما قبل الميلاد، فالجهراء هي «الجرهاء» المذكورة في كتب التاريخ والتي هاجمها ملك سلوقيا بجيشه الجرار فاضطر أهلها إلى شراء حريتهم بفدية من المال.
الأسوار الثلاثة التي بناها الكويتيون القدماء حول مدينتهم العتيقة شاهد آخر على هذا القلق، إضافة إلى الخطر القادم من البحر الذي كان مصدرا لغزوات الأعداء (معركة الرقة)، كما ان طبيعة الحياة الاقتصادية للكويتيين كانت مرتبطة بالقلق.
فالغواص كان عرضة للغرق وأمراض البحر والأسماك المتوحشة، ناهيك عن مخاطر السفر التجاري الذي لم يكن بمنأى عن الكوارث.
«جزيرة عكاز» التي يعتقد أنها المدينة الأقدم تقع في مكان قصي من جون الكويت (ميناء الشويخ) ولعل القلق والبحث عن الأمان كانا وراء اختيارها للسكن والإقامة.
أما في عصرنا الحالي فأسباب القلق على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا تعد ولا تحصى.. يا الحبيب.
www.salahsayer.com