نستيقظ صباح اليوم لنتابع لعبة الروليت الروسي وهي لعبة تحد خطيرة عرفها المغامرون الروس قديما عندما كانوا يحشون المسدس برصاصة واحدة ويديرون الاسطوانة بطريقة عشوائية كي لا يعرف أحد منهم موقعها ثم يتناوبون توجيه المسدس الى رؤوسهم وضغط الزناد، فالذي تكون الرصاصة من نصيبه يخر صريعا ويموت في الحال.
الفرق بين لعبتنا ولعبة الروليت الروسي أن القتيل لن يكون من اللاعبين، بل هو الوطن بصرف النظر عن نتيجة الروليت أو الرأس الذي ستكون الطلقة من نصيبه، فبعد أن هوت البلاد في الجب الملعون وافتضحت في سوق الحراج السياسي وكل طرف يصيح معلنا عن بضاعته المذهبية والفئوية والقبلية، صار العباد نهب القنوط والحزن والكمد الوطني.
لن نجامل أحدا على حساب الكويت، فقد جرت تحت الجسر مياه آسنة كثيرة خلال الفترة الماضية، وانتشر العفن وزكمت الأنوف بالروائح النتنة، الأمر الذي يمكن القول معه، صراحة، إن البلاد لن تعود الى طبيعتها الأولى مهما تمنينا أو حلمنا، فثمة صدع كبير حدث كان ينبغي تلافيه واتقاء شره.
www.salahsayer.com