أكتب والوجع يزمجر في عروقي، أحاول أن أخفي شهيق الكلمات، أحبسها في جوف المآقي فيفر الدمع الى السطور ليفضح حزني ويعلن لوعتي واضطرابي بفقد العم خالد يوسف المرزوق، فأكتب وكأنني أنعى الديمة السكوب التي غمرت بخيرها الأرض اليباب فحولتها الى بساتين خضراء، غنّاء، تتلألأ فيها الأمنيات المثمرات.
كان «أبو الوليد» أبا لمن له عشرات الآباء، وكان عمّا وخالا لمن له ألف عم وخال، وكان عزوة لمن له عزوات كثر، وكان وطنا لمن لم يجد له وطنا يحنو عليه، لا يشبه البحر، خالد المرزوق، بل هو البحر وقت «السجي» حين لا يستأذن المد رمل الشواطئ، هو البحر حين يهدر البحر ويموج في غضبة الحق، فلا تصده الحدود ولا ترده السدود.
مقدام، هُمام، عزّام، ينبض في صدره قلب الأسد.
صادق، واضح، صريح، حمل قلبه في لسانه.
ظاهره كباطنه مطروق من معدن أصيل، جميل، نبيل.
باسق شاهق مثمر كالنخيل.
مدرسة للبذل والعطاء.
طموح ورائد في بناء الصروح.
سموح وسباق الى مداواة الجروح.
قاطع كالوقت كالسيف البتار.
متفرد بشخصيته وعطائه ومواقفه وسمته وحنوّه وعطفه ورؤيته.
العم خالد يوسف المرزوق.. راحل كبير شهد عصرا ذهبيا فشهد العصر الذهبي له ونقش اسمه خالدا في صدور الناس أجمعين. انا لله وانا اليه راجعون.
www.salahsayer.com