أنفع ما في الغيوم أمطارها، وأغلى ما في المحار اللؤلؤ المخبوء في جوفه، وأروع ما في الأشجار ثمارها وظلالها، وأجمل ما لدى العصفور شدوه وتغريده، فلا تكن طيرا صموتا، ولا محارة مغلقة، ولا شجرة بلا أفياء ولا قطوف، ولا غيمة شحيحة بقطرها تعبر سماء الناس دون أن ترشرش ماء على أرضهم.
العطاء جميل ولعله أجمل من الأخذ وأكثر نبلا، فقبل أن تسأل الآخرين عن حقوقك احرص على أن تعطيهم حقوقهم وأن تنزلهم منازلهم وإن لم يسألوك الحق أو المنزلة، ففي العطاء لذة ودهشة وجمال ونفع، وفي البذل صيرورة وديمومة وعدل أكيد، فالشمس تدفق بالنور على البرية لا يفرّق شعاعها بين قصر فخيم أو كوخ حقير، وجداول الماء تطوف بين البساتين لا تسأل عن هوية الزروع.
العطاء فطرة طبيعية وقد خلق الإنسان من عطاء، فالحيامن تتسابق فيما بينها لتعطي البويضة سر وجودها، ولولا عطاء باطن الأرض لما استقامت الحياة فوق ظهرها، أما السنابل فدرس من دروس الطبيعة حين تتجاوز السنبلة روعة العطاء إلى روعة السخاء وهي تنحني للحاصدين في لحظة الحصاد.
www.salahsayer.com