صلاح الساير
كتبت قبل أيام عن المعجزة الكويتية التي حققها الآباء والأجداد في القرن التاسع عشر، وأعني بها المملكة التجارية التي تحققت بفضل الأسطول البحري الكبير (السفن الشراعية) التي صنعها القلاليف ليبحر فيها الربابنة السمر الى الموانئ البعيدة.
لقد صدّروا الخيول والتمــور واللؤلـــــؤ، واستوردوا الأقمشة والبن والتوابل والحبوب، وأعادوا تصديرها الى الشام وأجزاء من الجزيرة العربية في قوافل تتقاطر بالخير على المنطقة بأسرها.
وقد ذكرت أنها «معجزة لم ينجز مثلها العرب منذ اضمحلال مملكة سبأ في اليمن»!
أحد الاصدقاء وصف ما كتبته بـ «النرجسية الوطنية» وحين طلبت منه شاهدا من التاريخ والجغرافيا ينقض ما ذهبت اليه، ارتج عليه الأمر، فوعدني بالبحث، وعـــندما خاب سعيه، عاد معتــذرا.
العديد من أبناء هذا الوطن، كمثل صديقي، يجهلون «المعجــــزة» التي حققها أجدادهم، أما بلادنا، الكويت، فلن تســـتعيد دورها المميز ما لم يدرك أهلها هذه الحقيقة الناصعة.