صلاح الساير
مذ صنع الانسان الصندوق السحري المسمى «تلفزيون» وهو قابع في داخله اسيرا لسطوته السحرية. ومع انتشار الفضائيات اتسعت رقعة تأثير ذلك الصندوق، فأضحى التلفزيون وسيطا جبارا لا ينازعه احد.
وامست التلفزة صناعة ثقيلة، وتجارة مربحة تتداخل فيها السياسة والاقتصاد والفنون والادارة وسائر العلوم والآداب.
من يجلس في غرفة مظلمة ويدير جهاز التلفزيون يلاحظ اشعاعه السحري في الغرفة، ولعلنا لا نتجاوز الحقيقة حين نقول ان الانسان، ومنذ القدم، كان مشدودا للنار، ومشدوها بالنور.
وفي تلك «الاضاءة» تكمن سطوة الشاشة التلفزيونية على ذهنية المشاهدين بمختلف شرائحهم.
ان خطورة التلفزيون ترتبط ارتباطا وثيقا بالفن «احد اهم مكونات التلفزة» فصناعة الادوية او الاسلحة تعتمد على العقل وحده، بعكس صناعة المنتَج التلفزيوني (الدرامي على وجه الخصوص) التي تعتمد على «الخيال الفني» الذي ينبغي ان يكون تحت مراقبة العقل المدرك، والضمير اليقظ.