صلاح الساير
أخاف على الحرية والإبداع والفن من الأدعياء الكَذَبة قبل الخوف من الخصوم، ولو كان للفن (الحقيقي) لسان لنطق قائلا «ربي احمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم».
فللمدارس والمصارف والمخافر والجواخير أبواب موصـدة، أما الفن في بلادي فـ «حـــوطة» بــلا أبــواب، أو مرجعية، أو ميثاق شرف.
لم يطلع «الفن» الرذيل، والشاذ، والخطر، والتافه كما تطلع ثمار الفقع في الصحراء، بل وجد مؤسسات ترعاه، ومسؤولين يحمونه، وصحفا تروجه.
باختصار: وجد الغراب جمهورا فهزّه الطرب، واصبحت الواجهات ملعبا للواغش.
الفن والإبداع مسؤولية قبل ان يكونا موهبة، فإن غاب الاثنان معا، فأبشروا بالتهلكة.
وكلما تعالى المجتمع على الفن، وحقّره وازدراه ضعف الفن وأضحى لقمة سائغة للباحثين عن المال والشهرة، لذا ينبغي ان يدرك المجتمع دور الفن الحقيقي، فيعيد له وقاره، وهيبته، ورعايته التي يستحقها.