تهاجر الطيور دونما رغبة منها، وتطير من موقع الى آخر لتقطع المسافات بلا خارطة او بوصلة، فهي مخلوقات مبرمجة على الرحيل في مواسم الهجرة وسلك المسارات المحددة لها سلفا، بعكس الانسان الذي راقب النجوم منذ القدم ورسم الخرائط وخبر دروب السفر، كما ليس لهجرته وترحاله علاقة بتبدل المواسم، وقد يرحل المرء الى فرنسا فيستقر في المكسيك.
يضع الانسان الخطط لأيامه المقبلة غير ان الاقدار سيدة القرار وصاحبة الكلمة النهائية في تنفيذ الخطط، فالانسان في التفكير والله في التدبير، وقد يقرر المرء الهجرة بغرض العمل فيحصل على فرصة عمل جيدة في موطنه، وقد يقرر السفر الى جهة ما بحثا عن الراحة والسعادة ليجد الشقاء والعذاب في انتظاره هناك، فأنت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد.
بيد ان سطوة الاقدار على حياة البشر وامتلاكها لمرجعية التنفيذ (حصريا) لم توقف الناس عن التخطيط والتقرير، فالكوارث الطبيعية والجرائم الارهابية والازمات الاقتصادية لم توقف حركة الناس بين الجهات الاربع، وكل شخص من هذه البشرية يحمل في حقيبته خطته الخاصة التي وضعها لتناسب ظروفه الخاصة، فضحكات الاقدار لم تمنع ضحك البشر او بكاءهم.
www.salahsayer.com