ينشد الأطفال في الكويت القديمة قائلين «طق يا مطر طق» ويكملون أنشودة الفرح والتحدي والزهو بقولهم «بيتنا جديد مرزامنا حديد» والمرزام هو الميزاب الذي يسمح بتصريف الماء من السطح الى الأرض كي لا يتسبب الماء في انهدام البيت المبني من الطين مثلما حدث في سنة الهدامة التي تسببت أمطارها في سقوط المنازل في الكويت، وكان المرزام قديما يصنع من جذوع النخل.
أعود لكلمة «طق» وأصلها العربي هو «صوت وقوع الحجر على الحجر» واللافت أن أرض الكويت رملية، ومن المؤكد أن صوت ارتطام قطرات المطر بالرمل لا يشبه صوت وقوع الحجر على الحجر! وكلمة «طق» تُستخدم بمعان شتى، منها الضرب، فنقول «فلان طق فلان» ونقصد ضربه، والكلمة أيضا تفيد معنى الدق، فنقول «طق الطبل» ونقصد الدق على آلة الطبل.
والكلمة، محليا، تفيد معنى التوقف أو التعطل فنقول «فلان طقت كبده» أي انه يئس وتوقف الأمل لديه، أو «طقت المكينة» ونعني تعطلت، كما نصف الصوت المزعج بـ «الطقطقة» والكلمة ذاتها تستخدم لوصف العمل المتقطع، كأن يقول أحدهم بأنه «يطقطق في السوق»، أما فهد بورسلي فوصف معاناة الناس مع الماء بقصيدة مطلعها «طاق طرباق على الماي» و«الطربقة» تعني السير السريع والتهافت.
www.salahsayer.com