صلاح الساير
الصحافة تحاكم السياسيين، وتشن عليهم الهجمات، والسياسيون يحاكمون التمثيليات التلفزيونية، ويشنون عليها هجومهم، وبدورها التمثيليات التلفزيونية تحاكم السياسيين وتشن عليهم هجماتها، والصحافة تحاكم التمثيليات وتشن عليها الهجوم.
ان لم تفــهم العـبارات السابقــة فعــليك اعــادة قــراءتــها مــرة اخـــــرى، او مراقبة الواقع في الكويت، فأنت في بلاد «تخربطت» بها الادوار وضاعت فيها «الطاسة» حيث السياسي ينافس الصحافي في مهنته، والصحافي ينازع الممثل دوره، والممثلون يلعبون سياسة.
الجميع زعلان، والجميع يمثل، فالصحافة تمثل المواطن، والمواطن لا يمثل نفسه، والممثل يمثل لنا، والسياسي يمثل علينا.
كان التمثيل في الماضي حكرا على خشبة المسرح فانتقل الى الشاشة وبعدها انتقل الى الواقع الذي تحول الى كوميديا سوداء، بامتياز.
نتابع احوال البلد فنحتار في تشخيص المواقف «هذوله مع ذيلاك، والا هذولاك ضد ذوله» لنكتشف ان دفتر احوال البلد، ايضا هو الآخر، سيناريو تمثيلية.