لمواجهة المظاهرات التي نظمها الثوار في مصر أطلق الحزب الحاكم السابق مسيرات مضادة، أشهرها «معركة الجحش» في ميدان التحرير، ومثل ذلك الفعل حدث في إيران حيث اندلعت المواجهات بين الجماهير المناهضة للحكم والمؤيدين له، وكذلك من اليمن وليبيا تتواصل أخبار مثل تلك المسيرات «الرسمية» ضد المظاهرات الشعبية.
من المفهوم أن يقوم شعب محروم من السلطة ومنابر التعبير بتنظيم مظاهرة احتجاجية ضد الحكم تطالبه بالإصلاح، لكن الأمر الذي من الصعب فهمه قيام الحكم الذي يملك السلطة ويمتلك القرار بتنظيم مظاهرات ضد الناس (!) فمن المعروف ان مسيرات الاحتجاج تخرج إلى الشوارع تهتف بمطالبها، فبماذا تطالب المظاهرات الرسمية التي تنظمها السلطات ضد الناس المحتجين؟!
يبدو اننا نعيش مشهدا كاريكاتوريا أو صورة مقلوبة لا تحدث إلا في عوالمنا العجيبة، فالحكم الذي يهيمن على السلطة ويحتكر وسائل التعبير، نراه يضيق ذرعا بهتاف الشبان في الميادين والساحات، وكأن الاغنيات والاوبريتات والاحتفالات والفرق الموسيقية والمقالات المعلبة وقصائد النفاق لا تكفي لسد شهيته المفتوحة، فلا يقنع برخام القصر بل يشارك الناس حجارة الشوارع.
www.salahsayer.com