المتغيرات التي تشهدها المنطقة كانت مرصودة ومتوقعة، فلا جديد فيها سوى تفاصيل أحداثها الدراماتيكية، ذلك أن الشرق الأوسط القديم أصبح عبئا ثقيلا على العالم، ولا مناص من تجديده وتحديثه وربطه بالتنمية التي تشترط مكافحة الفساد المرتبط بالاستبداد، فلا مفر، إذن، من التغيير ودمقرطة هذا الشرق الاوسط الثقيل.
بالطبع هناك قول يؤكد استحالة الديموقراطية ويحذر من الفوضى أو عودة المستبد تحت عمامة الدين، وفي المقابل يوجد قول آخر يرى حتمية نهوض الديموقراطية والحداثة في زمن العولمة، ولأنني أكتب عن بلادي، أقول إن كلا الاحتمالين يؤكدان ضرورة تحديث الكويت والسعي الى معالجة الاختناقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيها وعدم الركون للوقت والتأجيل.
ففي حال صعود المجتمعات العربية الى الديموقراطية وقيام الدول المدنية الحديثة، فإن ذلك يجعلنا في مرمى الضغط، وربما الارتباك ونحن رواد التحديث في المنطقة، أما في حال سقوط هذه المجتمعات في مستنقع الفوضى، فإن ذلك أمر يرفع المطالبة بالإصلاح الى درجة المصلحة العليا للبلاد التي جربت التحديث، ساعة استقلالها، وخبرت جدواه ومنافعه.
www.salahsayer.com