أضحى التخويف من مغبة التغيير والإصلاح ملازما لكل حديث عن «الشرق الأوسط الجديد» فكلما تململ مجتمع من قهر أو بطالة أو فقر أو فساد أو احتكار للسلطة، انطلقت أبواق الصائحين الصائتين تحذرنا من شرور التقسيم أو من الخطر الأصولي أو من الحروب الأهلية والتناحر الطائفي، وكأن هذه المشكلات ليست قائمة ولا موجودة ولم نخبر مصائبها بعد!
ان الأصولية السياسية واحدة من أهم منتجات النظام الشرق أوسطي القديم سواء على صعيد الخصومة أو على صعيد الاحتضان. فالدولة الدينية في ايران. ومظلومية الاخوان في مصر، والصحوة الدينية في الخليج، وحركة النهضة في تونس، وحزب الله في لبنان، والطالبان في أفغانستان جميعها ولدت من رحم النظام الشرق أوسطي القديم، بعضها كفعل وبعضها الآخر ردة فعل.
اما فيما يخص مخاطر التقسيم والنزاعات الدينية والتناحر الطائفي فقد شهدنا انفصال الجنوب السوداني، ومعارك الحوثيين مع النظام اليمني، وتفجير الكنائس في مصر والعراق واستمرار النزوح الى أوروبا، ولما تزل الحرب الأهلية اللبنانية ترن في الذاكرة العربية، وجميع هذه الأمثلة من منتجات النظام الشرق أوسطي القديم. فعن أي مخاوف جديدة يتحدثون؟
www.salahsayer.com