كتبت قبل أيام أن الثورة الشعبية ليست المنتج الوحيد لحالة الاختناق السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فثمة منتجات ربما تكون أشد وقعا على المجتمع من الثورة التي قد تطيح بالنظام السياسي لكنها قد تسهم في تعميق الوحدة الوطنية، وتعزز السلام الاجتماعي، أما المنتجات الأخرى فقد تقصم ظهر البلاد وتلقي بها في مهاوي الردى.
نعم، هناك مخاطر قد تحيق بالمجتمعات المحصنة من الثورات في حال استمرار «السكونية» والتمنع عن مواجهة الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد تتسبب هذه المخاطر الصامتة في إضعاف المناعة الذاتية لدى المجتمع وربما تحرمه من نعمة الاستقرار أو تسهم في تضييع فرص التنمية أو رفع كلفة الإصلاحات حين تحدث بعد مضي الوقت.
بالطبع ليس من عاقل يتمنى وقوع الأخطار أو المشاكل أو رفع الأكلاف، بيد أني أكتب ما أشاهده فأشهد عليه، وتلك أمانة للوطن والقلم والذات، فالعصر الذي نقف عند بوابته عصر جديد، على مسرحه يلعب عامل الزمن دور البطولة، وكل أزمة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية لا تجد لها اليوم حلاً تتحول بالغد، حتما وحكما وقطعا، إلى مأزق.
www.salahsayer.com