كثيرا ما نردد المثل القائل «أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي» وهو مثل قديم ودارج على مختلف الألسنة، غير أن التحولات العميقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط أسقطت هذا المثل وأثبتت أنه ما عاد صالحا للاستهلاك او للتطبيق بعد ان فقد مصداقيته، وبعد ان اصبح كل من لا يأتي في الوقت المناسب قد لا يأتي بالمرة.
الزمن «الشرقوسطي» في المرحلة الجديدة زمن لاهث ومضغوط وعقارب الساعة فيه تدور بسرعة تفوق سرعة الفهود المشهورة بسرعتها، ولهذه العقارب قابلية جديدة للدغات الخطرة والقاتلة، وهي عقارب لا تسمح بالتباطؤ او التثاقل، فالمشكلات التي لا تحسم في الوقت المناسب تتعقد وتكبر وتمسي كمثل كرة الثلج، والمجتمعات التي تتهرب من مواجهة الاستحقاقات تدفع ثمن تهربها.
فنحن نعيش في ظلال مرحلة سريعة، فيها «الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك» مرحلة تستدعي المبادرات الاستباقية والقرارات التاريخية والوثبات الكبرى والخطوات الاستثنائية، اما انصاف الحلول والتحايل على المشكلات بالمماطلة والتسويف فذلك ضرب من ضروب الانتحار، والأمثلة طازجة تتكاثر يوما بعد يوم.
www.salahsayer.com