كتبت عن «أهلنا البدون» فاستنكر البعض وصفهم بالأهل، ومضى هؤلاء المستنكرون في قسوتهم وإصرارهم على رفض البدون والمطالبة بتجريدهم من تلك الصفة، وفي مقابل هذه القسوة الموغلة في الانغلاق والتغطرس يمارس بعض نشطاء البدون قسوتهم ضد من لا يؤازرهم بتذلل والتحدث عن الكويت وكأنها جهنم التي لا تعرف الرحمة طريقا الى قلبها.
انها ثقافة القسوة الرائجة في الأنفس والذهنيات، فالرافض للبدون يبالغ في تحصين ذاته ويتمترس وراء راجمات الكلام، كما تهيمن على الطرف الآخر ذهنية لا تقل قسوة حين تتجاوز حدود القضية وتجنح الى تقزيم المجتمع الكويتي بأكمله والاحتفاء بالكلمات الطائشة او الانفعالية التي لا تعكس حقيقة هذا الوطن.
التعاطف مع «أهلنا البدون» واعتبار قضيتهم قضية وطنية لا يستدعي تجريح الكويت ونكران فضائلها، ولا يتطلب تصوير القضية على انها مذبحة او محرقة على غرار الهولوكوست ينبغي من جميع الابرياء التطهر منها والانخراط في «لوبي البدون».
اما التظاهر تحت علم الكويت فلا يعطي لأحد حق التطاول على مواطنيها، ومن يرفض الشللية العنصرية فعليه ان يرفض الشللية المضادة، فكلتاهما تعكسان سوءة النفس البشرية.
www.salahsayer.com