بعد ثورة الياسمين في تونس اختلف الباحثون حول مصير الديموقراطية المأمولة «أو المستحقة» في المنطقة العربية، بيد أن أحدا منهم لم ينكر حالة الانحطاط المتفاقمة في المشهد العربي الراهن والمتآكل، فالدراسات والارقام والشواهد الحزينة تشير الى تدهورات حادة على جميع المستويات في منطقة حيوية تقع مباشرة في مرمى التأثير الايراني والتركي.
حسب فهمها للديموقراطية تزعم ايران أنها ديموقراطية، وحسب فهم العالم فان تركيا ديموقراطية، ووحدهم العرب ديموقراطيون حسب «فرقة حسب الله»! لذا فان السعي الى دمقرطة العرب والعمل على انتشالهم من المشهد المتآكل وتمكين مجتمعاتهم من التنمية والدفع بهم نحو الحداثة ربما يعيد لهم حيويتهم فيخرجون من حالة التبعية ويسهمون في ضبط ميزان القوى المضطرب.
ان تحصين المنطقة العربية بالديموقراطية وربطها بالحداثة يجعلها قوة فاعلة «عاقلة» في منطقة الشرق الاوسط ومن شأن ذلك التغيير او التحديث ان يملأ فراغا يتسابق الكثيرون على ملئه، خاصة اولئك الهاجسين بالاحلام التاريخية والباحثين عن ادوار تعوض خيبتهم في منطقة آسيا الوسطى او الاتحاد الاوروبي.
www.salahsayer.com