عاصفة التغيير التي تهب على مضارب العرب سواء بالثورات التي تطيح بالأنظمة او عبر المطالبات بالاصلاح، ربما تفضي الى تحويل المنطقة العربية الى بحيرة للاستقرار والتنمية بعد ان كانت طوال الحرب الباردة وما بعدها مستنقعاً للقلاقل والجمود ومصدرا للارهاب والهجرات غير الشرعية الى اوروبا.
على ضفاف بحيرة الاستقرار المأمولة سيجد العرب انفسهم منهمكين في التنمية بعد تمكين الشعوب من مصالحها الاقتصادية وحقوقها الاجتماعية والمشاركة في العملية السياسية في دول مدنية قائمة على القانون ومتوافقة مع اقتصاد العولمة حيث نفط العرب وزيتونهم وقطنهم وغازهم ونحاسهم وأنهارهم وشطآنهم للعرب وغير العرب في اسواق عصرية مفتوحة.
ينتج عن الاستقرار والتنمية تجفيف منابع الفقر والقهر والارهاب والتخلف في منطقة عربية جديدة تنتشر فيها مفاهيم الاعتدال وتغليب المصالح على الشعارات، ويكون من قطافها القدرة الذاتية على حماية حقول النفط والمحافظة على السلام مع اسرائيل، وتتضاءل فيها موجات الهجرة الى أوروبا.
بحيرة استقرار وتنمية تعيد للمنطقة العربية عقلها وقوتها وتحصنها من التغلغل الايراني والتركي، وذلك يعني بقاء تركيا بين البحرين الاسود والابيض، وحصر ايران بين الخليج وبحر قزوين، وذلك مطلب العمالقة الكبار.
www.salahsayer.com