صلاح الساير
جميـــع الفصــول التشريعية المتعاقبة شابهت نفسها، ان سلبا او ايجابا، على الصعيد الذهني، او الاستراتيجي، او على صعيد النخب الضاغطة.
اما الندوة البرلمانية المنعقدة في هذا الفصل التشريعي (الحالي) فلا تشابه اي ندوة عرفتها الحياة النيابية في الكويت، انها اشبه بالمجلس التأسيسي مرتديا بشت مجلس الامة.
للتوضيح اكثر نقول: انه بعد اقرار تقليص الدوائر الانتخابية في مبتدأ هذه الندوة، صار بحكم المؤكد انها تنتمي ليوم آخر، غير يومنا هذا.
انها ندوة اطلقت صرخة الولادة وهي داخل رحم المستقبل لم تولد بعد، الامر الذي عرّض حياتنا السياسية لاختلال زمني، اربك الجميع وانهكهم.
كان من الممكن تفادي هذا الاختلال الزمني، وباضرار اقل، لو اننا دعونا الى انتخابات جديدة فور اقرار تقليص الدوائر.
فالانتخابات الجديدة، وبصرف النظر عن نتائجها، سوف تعقد لنا ندوة تشابه ذاتها، وبالتالي، يمكن التعامل معها وفق الحقائق والاستحقاقات، لا وفق التهويمات والاخيلة.