صلاح الساير
الشمس عادت عن تطرفها وأضحت تؤمن بالوسطية، وها هو تشرين الثاني جاء ملثما كعادته بلقب نوفمبر، جاء يحمل نسمات الهوى والهواء، دفقات من عشق وتباشير غيوم، الارض تنزع حلتها القديمة، تستعد لارتداء فستانها الموسمي الجديد، تراب عطوش بانتظار دهشة مبللة، زرقة الجون تتغنج بين جزر ومد.
سريعا تهفو القلوب القابلة للاشتعال، وكيوبيد يعاني من ضغط العمل، عند الضحى تطيب الجلسات في المقاهي المفتوحة، المولات حبلى بالناس، الوجوه العابرة تنزلق على زجاج الڤاترينة، فلبينية تسخر من صديقها ويضحكان، النوارس في الفضاء ترقص في ديسكو الطبيعة.
بالقرب من «هاك الطعس» تعبر الحباري فوق رغاء البعارين وثغاء الحملان، الصقور تتلفت «الشيهانة» تواصل تدريبها على «الملواح»، يفور البن في دلة القهوة، ورنين الفناجين اغنية مُتوَّجة برائحة الهيل والزعفران.
تشرين الثاني عيدك الصامت يا سيدتي الارض، عيدك مبارك.