تمكنت الثورات العربية من الإطاحة بأنظمة عاتية وخلعت طغاة مستبدين، بيد انها تبقى عاجزة عن تغيير فرد واحد في مجتمعات غرقت طويلا في بحر الظلمات والتخلف، فقد نادت الثورات بالحرية والكرامة والديموقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان الذي بقي في حياته الشخصية بعيدا عن هذه القيم والمبادئ.
ان تغيير الأنظمة السياسية الفاسدة أسهل من تغيير النفس البشرية الفاسدة، فثقافة الكراهية وامتهان كرامة الإنسان وشهوة التسلط وعدم الاعتراف بالآخر أمراض راسخة في دواخلنا ما لم نتناد للجهاد الأكبر ونهب لمجاهدة القلب وتهذيب النفس الأمارة بالسوء.
صحيح ان الأمراض الفكرية استشرت في الشخصية العربية بسبب غياب الحكم الرشيد وخبث الأنظمة غير ان رفع شعار الديموقراطية على أسوار القصور لن يغير الشوارع المريضة، ما لم يلتزم كل امرئ بالوفاء لدم الشهداء الذين سقطوا في سبيل الحرية وإطلاق البلاد في دروب العصر.
ان شروعك «أنت» في إصلاح نفسك واعترافك بمرضها وتعويدها على الديموقراطية وقبول الآخر يمهد الدرب للثورة الحقيقية القادرة وحدها على صنع الدولة المدنية المأمولة.
www.salahsayer.com