تعاقب الاحتجاجات في الشوارع العربية وانتشار عدوى التظاهرات من دولة إلى أخرى لم يكن بسبب شهوة الاستيراد والتقليد، فهناك أسباب كامنة في صدور الناس المقهورين تحت حكم الدولة الأمنية المستبدة حيث الفقر والبطالة والتهميش وكبت الحريات، لذا لا يعجب المرء من ثورات الغضب التي تحدث في هذه الدولة العربية أو تلك.
بيد أن العاقل يحار ويعجب ويغرق في غبة الحيرة والدهشة والاستغراب من دعوات الاحتجاج والتظاهر في الكويت، الدولة الصغيرة التي تتمتع بنظام برلماني ودستور عتيد وتحكمها أسرة عريقة تعاقب حكامها على تحمل مسؤولية القيادة منذ مئات السنوات، ويتمتع شعبها برعاية حكومية وامتيازات مادية تفوق أكثر شعوب الأرض.
صحيح ان الكويت ليست استثناء من استحقاقات التحديث، وصحيح ان التظاهر حق مشروع لكل إنسان، لكن الصحيح أيضا ان المنعطف الذي تعبره المنطقة منعطف عصيب، خطير، وذلك أمر يلزم المواطن الواعي والحريص على أمن وطنه واستقرار مجتمعه المساهمة في حصر المصارعة السياسية داخل حلبة البرلمان وإبعادها عن الشارع وعدم الإصغاء لدعوات الاحتجاجات المشبوبة بشهوة التقليد.
فلا الصفاة «صنعا» ولا الدعية «درعا».
www.salahsayer.com