الفرق بين الدول الخليجية والدول التي تشهد ثورات شعبية فرق واضح لا يحتاج لعناء او ذكاء او دهاء، فالانظمة الوراثية في الخليج مجبولة على الاصلاح، ومشغولة بالتطوير وقد حولت الصحراء في دولها الى رياض زاهرة في وقت غابت التنمية طويلا عن الدول التي تهتف شعوبها اليوم بسقوط النظام ويدفع مواطنوها الشرفاء دمهم الزكي ثمنا للخلاص من الحكام الفاسدين.
ففي الدول الأمنية المستبدة استولى العساكر على الحكم بالقوة الانقلابية، ولم يشرعوا في التنمية والتطوير بل اكتفوا بما ورثته البلاد من ايام الاستعمار، وتفرغ الحكام للفساد والسرقة المنظمة في وقت شهدت دول الخليج ربيعا دائما تجسد في التحولات الكبرى على صعيد التعليم والاسكان والخدمات الصحية والاعلام والاقتصاد والمعمار والتنظيم وسوى ذلك من أصعدة.
صحيح ان الثروة النفطية لعبت دورها في التنمية الخليجية لكن الصحيح ايضا ان الدول التي تشهد حاليا ثورات الغضب تتمتع بثروات وموارد كثيرة لم تجد اليد الأمينة التي تحسن استغلالها لمصلحة الشعوب بعكس الانظمة الخليجية التي سعت بعزيمة جبارة الى النهوض بدولها وتوسعة ابواب الرزق لمواطنيها.
لست أكيل بمكيالين، فالربيع الخليجي حقيقة نتمنى ان تتحقق للشعوب العربية الاخرى فيكون لها ربيعها الزاهر بالتنمية والاستقرار.
www.salahsayer.com