صلاح الساير
الموهبة الفنية لا تعرف التخصصات المهنية، فقد يدرك الادب طبيب تمرس في العلوم والطبابة والدواء، وقد يمهر بالعزف على اوتار القيثارة مهندس كهربائي، وقد تملك ربة البيت وهي في خدرها صوتا يفوق شدو البلابل، متى غنت أطربت الاهل و الجيران.
ومثلما تشرق الشمس على القصر والكوخ معا، تشرق الموهبة في النفس الانسانية فلا تفرق بين سلطان وكحيان.
فقد يبرع بكتابة الرواية امير يجيد حمل القلم في يده، وصولجان الحكم في اليد الاخرى.
وقد يحسن كتابة المسرحية معدم، فقير لا يملك ثمن ورق الكتابة.
المد لا يستأذن الشطآن، وكذلك الموهبة الفنية لا تطلب ترخيصا من احد، ولا سلطة قادرة على خلقها.
فالموهبة الفنية ملكة يضعها رب العالمين في بعض خلقه.
فلا تشرى بالفضة ولا تكترى بالذهب.
مثلما هي لا تُدَرّس في المعاهد وان بقى طالبها على مقاعد الدرس دهرا دهيرا.