صلاح الساير
كنت مدعوا الى حفل عشاء فجلست بقربي، مصادفة، امرأة لم تبلغ الثلاثين من عمرها، فتجاذبنا أطراف الحديث بحكم جوار المأدبة. بداية وصفت حالتها الاجتماعية بأنها أرملة، وقبيل انتهاء الحفل بدلت الوصف الى مطلقة، عجبت من امرها وسألتها ما السبب؟
فأجابت بأن «الأرملة» حالة حزن تدعو الى العطف والتشاؤم، أما المطلقة فحالة انفراد تدعو الى القنص والطمع، وانها تحمي نفسها من شره الرجال بوصف الأرملة، وذلك بعكس المطلقة التي تكون مطمعا للجميع، قلت لها انك تعيشين حالة ارتباك نفسي قبل أن تعيشي حالة الكذب.
حارت بالرد من وقع كلامي، فأكملت، بدوري، حديثي القاسي، وقلت لها:
ان النساء هن من يروجن مثل هذه الاوهام، وهن من ينشرن الصورة الشائهة عن المرأة المطلقة، حين يلعبن دور الجلاد والضحية معا، فأنت قبل قليل كذبت بحديثك عن نفسك مع رجل لم يسألك عن حالتك الاجتماعية، وكان ينبغي أن تفصحي عن حقيقتك الاجتماعية وتقدميها بصدق، فذلك يكفي، أما الكذب فخواتيمه مهلكة.