صلاح الساير
قلما يقرأ، لكنه البارحة كان بعكس أيامه الماضيات، ففي ليلة واحدة فرغ من قراءة كتاب بأكمله يتحدث عن التفاؤل.
وأعجبه فصل يحمل عنوان «ابدأ بالماء» يحث فيه المؤلف القراء على الاستحمام حال الاستيقاظ من النوم، فذلك يمثل مولدا جديدا للإنسان، فالجنين يسبح في رحم أمه حتى ساعة ولادته!
استيقظ صاحبنا الذي قرأ، وانطلق إلى «الدوش» ليولد من جديد، وهو يغني تحت الماء «الحياة حلوة بس نفهمها» متفائلا بصفحة جديدة من حياته.
وبعد الماء الساخن لف وسطه بالمنشفة وخرج مباشرة من الحمام إلى الشرفة يستنشق هواء الصباح في بداية اليوم الجديد، بعد قليل طرق البوليس باب منزله، فجارته العجوز اتصلت بالمخفر تشكو جارها الواقف في الشرفة شبه عار!
وهكذا سجل ضابط المخفر ضده تهمتين، الأولى ارتكاب فعل فاحش! والثانية ازعاج الجيران!
وفي زنزانة المخفر بدأ «الرجل الذي قرأ» بالسعال، وارتفعت درجة حرارته، وداهمته أعراض انفلونزا حادة!