صلاح الساير
نبالغ في التعبير عن مشاعرنا، فجميع الدول تحتفل بأعيادها الوطنية، ووحدنا الذين نخرج الى الشوارع نرقص في الطرقات احتفالا بهذه المناسبة، وكذلك في احزاننا مبالغة يكشفها مطّ فترة العزاء، والذي ينادي باسقاط القروض يبالغ في وصف المدينين فكأنه يتحدث عن فقراء الهند.
وحتى تثبت الحكومة خطورة المطالبات النيابية، تبالغ في تصعيد الارقام او تخفيضها، ومثلها يفعل البرلمان، وجميع العرب يناصرون الشعب الفلسطيني، وفي الكويت وحدها تخرج مظاهرة يقودها شخص يحمل «نباطة» لمحاربة اسرائيل، نبالغ في الحديث عن انتشار المخدرات والجنس الثالث، ونتطرف في الخصومات والصداقات.
من بلادنا يعلن مواطن انه ارتد عن الاسلام، ومن البلاد ذاتها يخرج مجاهدون في سبيل الاسلام، تصغي للساخطين في الديوانية فتعتقد انك في الصومال، وتستمع لمسؤول حكومي فتخال انك تعيش في سويسرا!
فهل نحن متطرفون بسبب طقسنا المتطرف: في الشتاء زمهرير يقص العظام، وفي الصيف قيظ لا يطاق؟!