صلاح الساير
لا تفعل القوانين ما يفعله الدواء الذي يقوم بدوره العلاجي حالما نتناوله دون انتظار مجهود من المريض، فحين يشكو المرء صداعا بالرأس ويتناول علاجا للصداع يبدأ العقار المركب كيميائيا في تفاعلاته ويخفف اوجاع المريض حتى وان كان يغط في نوم عميق.
اما حين تشكو الدولة من ازمة فليس بمقدورها الاكتفاء باصدار قوانين لعلاج الازمة، فالقوانين لا تعمل ذاتيا، كما الدواء، بل تحتاج الى شخص مناسب في المكان المناسب ليطبق هذه القوانين بطريقة سليمة، ودون ذلك تبقى البلاد مريضة وان تراصت القوانين فوق الارفف.
اسوق هذا المثال بمناسبة صدور، وقرب صدور، القوانين الاصلاحية التي تنتظرها البلاد، فليس من المناسب اكتفاء الحكومة بهذه القوانين المنتظرة، بل عليها ان تلتفت بهلع الى اجهزتها التنفيذية المعنية كي تدرك ان هذه الاجهزة الرسمية مثقلة بالخطايا وقادرة على افشال انجح المشاريع.
ان كانت القوانين الحديثة جزءا من الحل فالاجهزة المتخلفة جزء من المشكلة.