صلاح الساير
من طمس ملامحك المدنية يا وطني؟ من ضيع هويتك في دهاليز الظلام؟ من أهرق دمعك في مجارير الكلام؟ بالامس كنت وطنا متفردا بالعمل والانجاز والريادة فامسيت، اليوم، نموذجا للهذر، والهذر لا يحتذى، فمن شرد الامس الجميل؟ ومن وأد الامنيات يا وطني؟
عندما كنا صغارا، كنا نطالع في الآفاق، نرقب النجوم، نستعجل الايام كي نكبر لنشارك في البناء، لعلنا، رجالا ونساء، نرد بعض افضالك علينا، نكبر كي نضيف لك يا وطني، نكبر بالكويت، ولا نكبر عليها.
اليوم نتذكر طفولتنا فنخجل من كهولتنا، يا من اعطيتنا العلم فمنحناك الجهل، علمتنا الفرح فوشحناك بالاحزان، منحتنا الامان فرشقناك بالهرج الماسخ، علمتنا الحق والحقيقة فزرعنا الريح في ترابك وحصدنا العاصفة.
نعم انا ابكيك يا وطني، يا من علمتنا الرماية ولما استدّت سواعدنا رميناك بحربة الخذلان.