صلاح الساير
معظم الأغنيات العاطفية العربية التي تتحدث عن الحب تدور حول الهجر، والعذاب، ولوعة الشوق.
فإذا كان الحب على هذا النحو من المعاناة، فلماذا يشغل الحب القلوب؟ ذلك ان البحث عن السعادة أمر منطقي، أما استعذاب التعاسة والوجع فأقرب للمازوخية وتعذيب الذات.
يغادر الشاب المقهى ويودع الأصحاب والربع ليطارد فتاة يحبها، وبعد ان يوقعها في شباكه يقرران الزواج، وبعد فترة من الزمن يتهرب من الحبيبة، ويتحين الفرصة لمغادرة مجلسها، لقضاء الوقت مع الربع والأصحاب في الديوانية.
معاناة الشوق في المقهى تشبه معاناة الهروب الى الديوانية، رحلة ذهاب وإياب من استعذاب الوجع والشكوى، فالبحث عن النصف الآخر كالهروب منه، مازوخية مخبوءة في العلاقة بين العشاق تفضحها الأغنيات والأمثال، كقولنا «ضرب الحبيب مثل الزبيب».
الحب «غرام» والغرام في اللغة العذاب والهلاك، وغرم في تجارته: خسرها! ترى ماذا تبقى للكراهية؟!