صلاح الساير
قبيل ان نختتم المهاتفة بتبادل عبارات التوديع كما جرت العادة، أغلق صديقي «العاجل» سماعة الهاتف على «عجل»، وحين فتح المصعد بوابته وهممت بالخروج اصطدمت بشخص «عجيلي» يدخل المصعد ولم ينتظر خروجي منه، فادركت انه «عجّال عجول» وعند اشارة المرور وحالما اضاء النور الاخضر تعالت مزامير السيارات التي تسير على «عجل».
مستهتر، يقود سيارته بـ «عجالة» وسرعة جنونية ليذهب الى المطعم يتناول وجبات سريعة، الطلاق «العاجل» يقع بين الزوجين بعد القران بفترة زمنية قصيرة، الناس على «عجلة» من أمرهم، لا احد يملك القدرة على الهوينى والتأني، في بلاد يتأخر فيها البريد «المستعجل».
بلاد تتثاءب، قرارها بطيء، خطواتها ثقيلة، تطورها متكاسل، كانت ارنبة فسبقتها السلاحف، ابسط معاملة في اروقة الوزارات تقتضي الايام والاسابيع والشهور لانجازها، فهل هذه «العجلة» التي نلحظها في سلوكنا اليومي تنفيس عن حالة الجو العام المتباطئ؟!