صلاح الساير
الديموقراطية الحقة تكفل للناس حرية اختيار التعليم «مشتركا او منعزلا» اما فرض طريقة واحدة للتعليم عن طريق العزل العنصري بحجة الاغلبية البرلمانية فتلك وصاية على المجتمع، لا علاقة لها بالديموقراطية التي تبدأ من مقاعد الدرس، لا من مقاعد البرلمان.
لذا يمكن القول ان قضية التعليم المشترك تشكل خطا فاصلا حقيقيا بين الديموقراطية و«التدمقرط»، واقصد بالاخيرة التمسك بقشور الديموقراطية وحبسها في نطاقها السياسي الضيق، وهي الحالة المنتشرة في بلادنا حيث يقصر البعض الديموقراطية على «الهايد بارك» السياسي، ويبعدها عن سائر مناحي الحياة.
قضية التعليم المشترك اشعة سينية (اشعة اكس) تكشف لنا جوّانية الوعي الديموقراطي للانسان ومدى جسارته الاجتماعية، وايمانه بالتحديث السياسي، وقدرته على الدفاع عن حق الناس في اختيار التعليم المناسب لابنائهم، والذود عن حمى التعليم، وتحصينه من آفة التسييس.
قضية التعليم المشترك امتحان صعب للمجتمع الكويتي الحديث، وسترسم النتيجة خارطة الطريق الى المستقبل.