صلاح الساير
من يطالب بالدليل على ولوغ المجرم عماد مغنية في دم الكويتيين فعليه ان يقدم دليلا قاطعا يثبت ان مغنية بطل مقاومة يستحق التأبين باعتباره شهيدا. فالحديث عن الأدلة بهذه الطريقة تخليط كلام يفصح عن مأزق، لا مخرج منه.
فالشعور الوطني لا يقاس بمقياس الأدلة الجنائية، وضمير الشعوب ليس دفتر أحوال في مخفر شرطة، فلا أحد شاهد أبونضال يقتل ضحاياه، أو كارلوس يختطف الطائرات، ولا بصمات بن لادن تم رفعها من بين أنقاض برجي نيويورك لتؤكد مسؤوليته عن «غزوة منهاتن».
ماذا لو تم تأبين «الشهيد» صدام حسين بحجة ان الحقيقي مختطف ومحتجز في إسرائيل منذ الثمانينيات، وقد مات قبل أيام، أما صدام الذي احتل الكويت فمجرد بديل؟! وحين تغضب لهذه الفعلة الخبيثة، يطالبونك بدليل يثبت ان صدام هو صدام!
حدث الشخص بما لا يعقل، فإن صدق فلا عقل له، أما الحديث عن «الدليل» فضرب من ضروب الفيهقة وتخليط الكلام.