صلاح الساير
استعادة الهوية المدنية لبلادنا تسهم في إظهار خارطة طريق المستقبل، فعلى صخور الدولة المدنية تنكسر أمواج التطرف وينحسر التعصب البغيض، وتطلع أزاهير القانون، وتنمو هيبة الدولة التي تشكل مرجعا للجميع، ويكبر النشء الصاعد تحت افياء الوطنية الحقة.
الــدولـة المـــدنيــــة ترسي دعائم الأوطان في الأرض، وتحترم علاقة الإنسان بالسماء، وتفرض القانون في الشارع، وتستقوي بالمجتمع المدني دون القبيلة، او المذهب، او الفئة، او العائلة.
فالوطن ليس فوق الجميع او تحت البعض، بل هو وطن للجميع.
هكذا كانت الكويت وهكذا تميزت «دولة مدنية»: الحسينية الخزعلية قرب مسجد النومان، وفريج العوازم ليس بعيدا عن فريج البلوش في «ورشة حياة» لا صوت فيها يعلو على صوت مطارق القلاليف والحدادين، او صوت نهام على سطح سفينة قادمة من الهند محملة بالبضائع، او «هجينية» فارس يحدو العيس المحملة بتلك البضائع متجها بها الى بلاد الشام.