صلاح الساير
ليس بالأغنيات والأناشيد نحب أوطاننا، ولا بكتابة المقالات وإلقاء الخطب، فالأوطان لا تقتات على الكلام بل تتقدم بالإنجازات، وتتطور بالأعمال والبناء، بالأفعال لا بالأقوال.
فالموظف الذي يتغيب عن عمله ويتسلم راتبه آخر الشهر لن يكون مواطنا صالحا وإن حفظ ألف قصيدة وطنية.
في يوم العيد الوطني يفرح الجميع، ووحده المواطن الصالح، المنتج، المخلص في عمله، يفرح في كل يوم من أيام السنة.
فضميره مرتاح، ونفسه هانئة، مدركا انه حلقة في سلسلة من الأجيال المتعاقبة على هذا الوطن الذي لم يتميز بشيء كمثل تميزه بأهله الذين تحدوا الصعاب واقتادوا المجد من أقاصي الدنيا إلى ساحة الصفاة.
بقاع الأرض الأخرى أوطان مفروشة بالأحجار والأنهار والأشجار والأطيار والأزهار، ووحدهم الكويتيون الذين اختاروا أرضا لا شجر فيها ولا حجر، فعمدوا الى فرشها بالكفاح والتميز والنجاح حتى أصبحت مملكة تجارية عز نظيرها في الإقليم وفي المنطقة.